المؤسسات العقابية ونظمها الأنواع – المزايا – العيوب

تمهيد:

لائحة اعتراضية 600 ريال

تختلف المؤسسات العقابية في كل بلد عن الآخر، وذلك لأن المحكوم عليهم يتفاوتون في ظروفهم ومقتضيات معاملتهم ويصل الاختلاف بينهم إلى الحد الذي يوجب أن يخصص لكل فأة منهم نظام مختلف يتطلب مكانا يعد خصيصا لتنفيذ هذه الفئه من المحكوم عليهم عقوبتهم، والسياسة العقابية الحديثة تتجه الى فكرة الاكثار من أنواع أشكال المؤسسات العقابية، إذ تظهر البحوث الحديثه عن معايير لتمييز المحكوم عليهم، وبذلك تثبت الحاجة إلي نظام خاص ونوع متميز من المؤسسات العقابية. وسوف نعرض لذلك في هذه الورقة البحثية وذلك علي النحو الآتي:

  • المبحث الأول: أنواع المؤسسات العقابية.
  • المطلب الأول: المؤسسات العقابية المغلقة.
  • المطلب الثاني: المؤسسات العقابية المفتوحة.
  • المطلب الثالث: المؤسسات العقابية شبه المفتوحة.
  • المبحث الثاني: نظام المملكة العربية السعودية في العقاب.

 المبحث الأول

أنواع المؤسسات العقابية

يمكن تقسييم المؤسسات العقابية لثلاثة أنواع سوف أعرضها في هذا المبحث من خلال ثلاث مطالب علي النحو التالي.

المطلب الأول

المؤسسات العقابية المغلقة

 

وهي سجون بها أنظمة محكمة يوضع فيها المحكوم عليهم أصحاب الخطورة الذين بلغ فساد أخلاقهم حداً كبيراً. وتقوم هذه المؤسسات على نظام حجب المساجين عن المجتمع ووضعهم تحت أنظمة صارمة في المعاملة والانضباط،[1] وتوقيع الجزاء على المحكوم عليهم الذين يخالفونها.

أولاً: مزايا المؤسسات العقابية المغلقة:

  • تحقق الردع العام والخاص والإيلام.
  • تقي المجتمع من شرور المحكوم عليهم عن طريق حجبهم عن المجتمع.

ثانياً: عيوب المؤسسات العقابية المغلقة:

  • تسبب أمراض للنزلاء وتصيبهم بأمراض نفسية وتفقدهم ثقتهم بنفسهم وتؤدي لصعوبة في إندماجهم مع المجتمع مرة أخري.
  • عبء مادي علي الدوله حيث تتكلف الدولة مصاريف التشييد والتأمين والأطعام[2].

 المطلب الثاني

المؤسسات العقابية المفتوحة

ظهرت هذا النوع من المؤسسات العقابية بسبب تزايد أعداد المحكوم عليهم في الحرب العالمية الثانية ، ونظرا لعدم كفاية المؤسسات العقابية لوضعهم فيها تم وضعهم في مباني عادية ومعسكرات والاستعانة بهم في بعض الأعمال للمساعدة في الحرب، وكانت هذه الوسيلة فعالة في إيواء النزلاء وأبرزت فوائد المؤسسات المفتوحة في المعاملة العقابية.[3]

وتقوم فكرة هذه المؤسسات على الثقة في النزلاء وزيادة إحساسهم بالمسؤولية، ولهذا  يجب أن يتمتع المحكوم عليهم بأخلاق جيدة ويكون لديهم رغبة في إصلاح نفسهم بواسطة تلقي التعليم الذي يفتح آفاقا جديدة في المجتمع عند عودتهم بعد قضاء عقوبتهم.[4]

أولاً: مزايا المؤسسات العقابية المفتوحة:

  • زيادة لثقة المحكوم عليه بنفسه وزيادة شعوره أن المجتمع لا يأخذ من موقف عدائي.
  • إيجاد عمل يناسب المحكوم عليهم، ومن الجيد أن ظروف العمل في المؤسسات العقابية مماثلة إلي حد كبير لظروف العمل خارجها.يتمكن المحكوم عليه من أن يعول
  • يتجنب المحكوم عليهم من الاندماج مع المجرمين الخطرين.
  • تحقق إيرادات للدولة ودخل يساهم في الإنفاق على المحكوم عليهم.

ثانياً: عيوب المؤسسات العقابية المفتوحة:

  • يسهل الهرب منها بسبب ضعف الحراسة فيها وطريقة بنائها.
  • لا تناسب كل أنواع السجناء، إذ لا تناسب فقط سوي من يكون على درجة معينة من الثقافة والتهذيب.
  • لاتؤدي وظيفة الردع العام والخاص علي النحو المطلوب وبالتالي تهدد قيمة الجزاء كأداة للردع والزجر.

المطلب الثالث

المؤسسات العقابية شبه المفتوحة

وهي تكون في صورة السجن المستقل أو أجنحة مستقلة في سجن مغلق وأحيانا تتدرج المؤسسة شبه المفتوحة على عدة أقسام تتدرج من حيث الحراس، ينزل المحكوم عليه في البداية في قسم شديد الحراسه ثم ينقل لقسم آخر متوسط الحراسه إذا أثبت حسن أخلاقه، وفي النهاية ينقل إلى قسم تقترب درجة الحراسه فيه من المؤسسات المفتوحه، وذلك عندما يقترب أجل إطلاق سراحه.

أولاً: مزايا المؤسسات العقابية شبه المفتوحة:

  • تتلافي عيوب المؤسسات العقابيه المغلقه والمؤسسات العقابيه المفتوحه، وتتميز عنهما بالوسطيه، فتعد أكثر تشدداً من حيث الحراسة مقارنه بالمؤسسات المفتوحه، وأكثر تحررا من المؤسسات المغلقه.
  • يفرض نظامها معامله عقابيه وسطيه للمحكوم عليهم، فيعاملون بشيء من الحذر خلافا لمعاملة المحكوم عليهم في المؤسسات المفتوحة الذين توضع فيهم ثقة كاملة، وفي الوقت نفسه لا يعاملون بحرص كبير وحذر زائد كما يعامل نزلاء المؤسسات العقابية المغلقة.[5]
  • تختلف طريقة بنائها عن المؤسسات العقابية المغلقة والمفتوحة فلا تكون أسوارها مرتفعة، وتشبه في هندستها ولونها البناءات الإدارية العادية.[6]

ثانياً: عيوب المؤسسات العقابية شبه المفتوحة:

  • أنها تقلل من وظيفة الردع العام والخاص للعقوبة.

 المبحث الثاني

نظام المملكة العربية السعودية في العقاب[7]

في ظل القيادة التاريخية الحكيمه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله سعت المديرية العامة للسجون للقيام بدور هام في إحداث تحول جزري في المؤسسات العقابية وبرامجها التأهيلية المقدمة للمحكوم عليهم منذ إيداعهم المؤسسة العقابية وحتى ما بعد الإفراج عنهم، حيث تؤهلهم للعودة للحياة الطبيعية في المجتمع، وتساعدهم لتخطي الكثير من المشاكل، نحو حياة جديدة كريمة، فمنذ الاعلان عن الاستراتيجية الجديدة للمؤسسات العقابية، اتخذت المديرية العامة للسجون نهجاً تحولياً، بإنشاء مراكز تأهيلية تخصصية تعتمد على عدد من البرامج النوعية، والمبادرات، ومجتمع صحي، لتحقيق الأهداف العامة والخاصة للبرامج والمبادرات، واعتماد الهيكل التنظيمي للمراكز التأهيلية التخصصية ومنها:

  • مركز اشراقة: يساعد المحكوم عليهم المدمنين على المخدرات على التعافي، من خلال عدد من البرامج العلاجية الطبية والنفسية، والاجتماعية، والارشاد الديني، والمهني.
  • مركز فجر التأهيلي: يستهدف المحكوم عليهم اصحاب القضايا البسيطة، والسابقة الاولى، ويهدف إلى دعم المستفيد لتجنب صدمات السجن والآثار النفسية السلبية، والبقاء على تواصل بالمحيط الخارجي.

فسخ النكاح 300 ريال